أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن ألمانيا لن تشارك في المستقبل المنظور في قوة دولية للاستقرار في غزة ضمن "خطة السلام" الخاصة بالقطاع.
وقال فاديفول في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين بعد مرور نحو شهرين ونصف على بدء وقف إطلاق النار في غزة، إن مثل هذه القوة ليست مجرد قوة وساطة، "بل يجب أن توفر الأمن بشكل ملموس للغاية عند الضرورة".
وأضاف: "لا يمكن للكثيرين أن يتصوروا قيام جنود وجنديات ألمان بذلك في هذه المنطقة تحديداً".
وتابع فاديفول: "لن نشارك في قوات الاستقرار في المستقبل المنظور"، موضحاً رداً على سؤال حول ما إذا كان ذلك يشمل أيضاً التدريب والتنظيم: "في الوقت الحالي لا يتوقع أحد منا المشاركة في مهمة الاستقرار الدولية".
وأكد في المقابل أن ألمانيا مستعدة للمساهمة بشكل بنّاء في الهياكل الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي، مثل مجلس للسلام، مشيراً إلى أن برلين لم تتلقَ حتى الآن دعوة رسمية للمشاركة في هذا المجلس.
ودعا فاديفول إلى الإسراع في بدء المرحلة الثانية من خطة السلام، قائلاً إنه بعد إجراء مشاورات أولية مع الدول المحتمل أن ترسل قوات، هناك حاجة، الآن، إلى إطار سياسي يتضمن هيكلاً أمنياً توفره قوات الاستقرار والقوات الأمنية الفلسطينية.
وأضاف: "من المهم أن نبدأ كل ذلك في وقت قريب للغاية"، وحذّر قائلاً: "يجب ألا يحدث أن يتحول التقسيم الحالي في غزة بين جزء تسيطر عليه القوات الإسرائيلية وآخر تزداد فيه سيطرة حماس إلى وضع دائم".
وأكد فاديفول، أنه يؤيد أن تضطلع ألمانيا بدور وساطة "لضمان أمن إسرائيل"، مشيراً إلى أن ألمانيا تربطها علاقة خاصة ومسؤولية خاصة تجاه إسرائيل.
وأوضح الوزير، أن الحكومة الألمانية تقدم مساعدات إنسانية واسعة في غزة، وأعلنت رغبتها في الاضطلاع بدور محوري في إعادة الإعمار.
ودعا فاديفول، إلى التحلي بالصبر في تنفيذ خطة السلام، قائلاً: "حتى لو كنا نتمنى أن ينتهي الأمر غداً، يجب أن نكون على استعداد لعملية طويلة الأمد"، مشيراً إلى أن حماس ما زالت نشطة سياسياً وعسكرياً وربما تستعيد قوتها، وقال: "نحن، حالياً، بعيدون للغاية عن بدء عملية إعادة الإعمار في غزة".
وأعرب فاديفول عن أمله في عقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي تخطط له مصر بالتعاون مع ألمانيا ودول أخرى مطلع العام المقبل، مؤكداً استعداد ألمانيا لدعم ذلك.
وقال: "لكننا نتوقع بشكل خاص من الدول المجاورة في منطقة الخليج، التي تمتلك بعض منها موارد مالية كبيرة، أن تشارك في هذا الجهد".
وأشار الوزير، إلى أن المساعدات الإنسانية تصل، حالياً، إلى غزة بشكل أكبر "لكنها لا تزال غير كافية"، مشيراً إلى أن هناك فتحاً متزايداً للمعابر وتحسناً واضحاً في وصول المساعدات من الأردن.
ألمانيا ترفض مشاركة قواتها ضمن "خطة السلام" في غزة وتحذر من تقسيم القطاع

