اكد رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان، اليوم الاربعاء، ان محكمة التمييز تمثل قمة الهرم القضائي ورمزاً للاستقرار القانوني في العراق، فيما اشار الى ان استقلال القضاء هو حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي حقيقي.
وقال زيدان في كلمة له خلال الاحتفالية بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس محكمة التمييز الاتحادية، أن “المحكمة كانت وماتزال رمزاً للاستقرار القانوني ومصدراً موثوقاً لتطبيق وتفسير النصوص، وضماناً لوحدة الاجتهاد القضائي في البلاد، لم تكن فقط محكمة تراجع الأحكام والقرارات، بل كانت وما زالت ذاكرة قانونية حّية، تحفظ مسار العدالة وتطوره عبر الأجيال”.
واضاف: “لقد مرت هذه المحكمة، كغيرها من مؤسسات الدولة، بمحطات صعبة، وتحملت أعباء مراحل دقيقة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي، لكنها بقيت ثابتة في موقعها، متمسكة بمبادئها، محافظة على استقلالها، مؤمنة بدورها في بناء دولة القانون”.
وأشار القاضي زيدان، الى أن “استقلال القضاء هو حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي حقيقي، وهو ليس منّة من أحد، بل هو حق دستوري مكفول، نتمسك به وندافع عنه لأنه الضامن الوحيد للعدالة، والمصدر الأول لثقة المواطن في مؤسسات الدولة”.
وتابع، في هذه المناسبة “لا يسعنا إلا أن نستذكر بكل فخر واعتزاز من سبقونا في هذه المسيرة، من القضاة الأوائل الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا الصرح العظيم وساروا به نحو ما نحن عليه اليوم. ونخصّ بالذكر من قّدموا تضحيات جسيمة في سبيل أداء واجبهم، منهم من كتب التأريخ بقراراته، ومنهم من كتب التأريخ بدمه، لهم جميعاً نقف اليوم وقفة وفاء وتقدير”.
ولفت، إلى أن “احتفالنا اليوم ليس فقط لتكريم الماضي، بل هو دعوة للتفكير في المستقبل، كيف نحافظ على إرث محكمة التمييز، كيف نطور أدواتنا القضائية ونواكب العصر، كيف نمنح القضاء ما يستحقه من دعم واهتمام، لكي يبقى قوياً مستقلاً مهاباً في عيون الجميع، هذه هي مسؤوليتنا جميعاً وعلينا أن نعمل معاً لتحقيق ذلك”.
وختم القاضي زيدان حديثه بالقول: “أشكر كل من ساهم في تنظيم هذا الحفل، وأن تبقى العدالة في العراق عنواناً للكرامة، والأمان، وسيادة القانون”.

