تؤكد الإدارة الأميركية في كل مناسبة أنها مستعدّة لتقديم التسهيلات الممكنة والضرورية للحكومة الجديدة في دمشق، وقد شهد هذا العام خطوات مماثلة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهة، والرئيس السوري أحمد الشرع من جهة أخرى.
وأكدت مصادر موثوقة في العاصمة الأميركية، أن الاتصالات بين ممثلين عن الحكومتين السورية والإسرائيلية مستمرة الآن، بعيداً عن الأضواء، وإن لم تحقق كثيراً من التقدم.
تياران في واشنطن
هناك تناقض كبير في مواقف الطرفين، السوري والإسرائيلي، حيث أكدت مصادر الحكومة الأميركية أن سوريا، وبدعم من تركيا، مصرّة على بناء دولة مركزية، ولا تريد أن تفتح الباب أمام صيغ الفيدرالية والمجموعات القومية والدينية.
وبينما يلاقي هذا الإصرار ترحيباً من قبل الموفد الأميركي توم برّاك، وهو السفير الأميركي أيضاً إلى تركيا، ترى مجموعات أخرى في الإدارة الأميركية أن أفضل الحلول هو دولة لا مركزية، وضمان حقوق الأقليات الدينية والعرقية من خلال الصيغ الفيدرالية، وأحد رموز هذا التأييد مورغان أورتاغوس، التي تعمل الآن على ملف لبنان، ولها وظيفة في الوفد الأميركي إلى الأمم المتحدة.
كما يتطابق التيار الأميركي الأخير مع مطالب الإسرائيليين، وقد كررت حكومة بنيامين نتنياهو الحالية للإدارة الأميركية أن الدروز في إسرائيل يشكلون وزناً سياسياً ضخماً، ولديهم مطالب، وهم يريدون من الحكومة الإسرائيلية ضمان وحماية الدروز السوريين، خصوصاً في الجنوب.

