فيما يرتقب أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة أواخر الشهر الحالي، كشف مصدر مطلع أن الإدارة الأميركية مارست ضغوطاً كبيرة على نتنياهو من أجل دفعه إلى الموافقة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وأوضح المصدر أنه خلال الرسائل التي نُقلت خلال الساعات الـ12 الأخيرة، قال الأميركيون إن اتفاق إنهاء الحرب أعاد عدداً أكبر من الأسرى الإسرائيليين الأحياء والقتلى مما كان متوقعاً– حتى وفق تقديرات إسرائيل نفسها، وفق ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".
إذ كانت التقديرات الأولية تشير إلى أنه سيبقى في أيدي حماس عدد من الجثث على الأقل.
إلى ذلك، كشف المصدر أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن نتنياهو يخشى الانتقادات الشعبية داخل إسرائيل في حال الإعلان عن المرحلة الثانية قبل استعادة آخر جثة إسرائيلية من غزة.
علماً أن الفصائل الفلسطينية في غزة أعلنت، أمس الثلاثاء، أنها سلمت آخر جثة إلى الإسرائيليين.
كذلك، لفت المصدر إلى أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا خلال محادثات داخلية أن خطتهم ستؤدي إلى نزع سلاح حماس، وذلك خلافاً للشكوك الكبيرة السائدة في إسرائيل بشأن قدرة القوة الدولية المستقبلية على تحقيق ذلك.
وكان عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران، أكد أمس أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية مع دعوتها الوسطاء للضغط على إسرائيل.
كما أضاف القيادي في حماس أن "أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى"، وفق فرانس برس.
وأوضح أن استكمال تنفيذ بنود المرحلة الأولى يعني "وقف كافة الخروقات والانتهاكات وإدخال المساعدات بكميات كافية"، مشيراً إلى أن الاتفاق نص على "إدخال ما بين 400 و600 شاحنة يومياً، وفتح معبر رفح (بين مصر وغزة) للأفراد والبضائع والمساعدات".
وكانت المرحلة الأولى نصت على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ووقف الأعمال القتالية، ودخول المساعدات إلى غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب المجاعة في عدد من مناطقه وخصوصا في الشمال. وقد أطلقت حماس بالفعل سراح جميع الأسرى الأحياء، كما أطلقت إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين لديها.
كما سلمت الحركة وفصائل مسلحة أخرى جثث الأسرى المتبقين في القطاع.
إلا أن إسرائيل لا تزال تمنع دخول المساعدات بالشكل الكافي إلى غزة، وقد أعلنت مؤخراً أنها ستفتح معبر رفح الحدودي باتجاه واحد من أجل خروج الغزيين، وهو ما رفضته القاهرة.
أما المرحلة الثانية من الاتفاق فتنص على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة (أو ما يعرف بالخط الأصفر الذي يشمل أكثر من نصف مساحة القطاع)، وتولّي سلطة انتقالية الحكم في القطاع مع انتشار قوة استقرار دولية ونزع سلاح حماس.
إلا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير كان أكد، الأحد الماضي، أن "الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً، وخط دفاع متقدماً للمستوطنات، وخط هجوم".
في حين رجح نتنياهو "الانتقال قريباً جداً إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة"، حسب وصفه.
واشنطن تضغط على نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

