أكد عضو الحزب الجمهوري الأمريكي توم حرب، أن تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرجل الأعمال مارك سافايا مبعوثا خاصا له إلى العراق، يعكس رغبة واشنطن في إعادة صياغة سياستها تجاه بغداد؛ ما يحدّ من النفوذ الإيراني المتزايد، ويعيد التوازن في المنطقة.
وشدد على أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى العراق كـ"ساحة اختبار" بين مشروعين متناقضين، أحدهما يسعى للحرية والازدهار والآخر يدور في فلك طهران.
واشار إلى، أن"الهدف من تعيين مبعوث لترامب هو إعادة بناء العلاقة على أسس واقعية، تبدأ من نزع سلاح الفصائل غير المنضبطة ضمن الحشد الشعبي؛ لأن هذه الجماعات تشكّل ذراع النفوذ الإيراني داخل العراق، وهي العائق الأكبر أمام الاستقرار السياسي والاقتصادي"، بحسب وصفه.
وأضاف، ان"الإدارة الجمهورية تعتبر أن تحجيم هذا النفوذ سيقود إلى عراق أقوى وأكثر سيادة، ويمنح واشنطن فرصة لدعم حكومة وطنية تعمل لمصلحة العراقيين لا لحساب الخارج".
وقال، ان"العقوبات ليست رمزية كما يعتقد البعض، بل هي جزء من خطة مدروسة لتضييق الخناق على المجموعات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والمرحلة المقبلة ستشهد تشديداً في الإجراءات، ليس فقط عبر وزارة الخزانة، بل من خلال تحالفات اقتصادية وأمنية تمتد إلى المنطقة كلها".
وبين، ان"واشنطن تريد أن ترسل رسالة مفادها أن التمادي في خرق السيادة العراقية، أو في تهريب العملة والسلاح، لن يمرّ بعد الآن من دون عقاب".
وتابع، ان"النفوذ الإيراني فقد الكثير من بريقه. النظام في طهران يواجه أزمات داخلية خانقة، بينما تلقّى ضربات قاسية من الولايات المتحدة وإسرائيل، وأصبح عاجزاً عن حماية أجوائه أو الردّ على الهجمات؛ إذ إن ما يجري في العراق هو انعكاس لهذا الضعف والأمريكيون اليوم لا يسعون إلى "احتلال جديد"، بل إلى شراكة قائمة على المصالح المتبادلة. والسؤال للعراقيين أنفسهم؛ هل يريدون أن يكونوا جزءاً من مشروع ازدهار وتقدّم علمي واقتصادي، أم أن يبقوا أسرى النفوذ الإيراني؟، فالشعب العراقي هو الذي يقرر، وترامب يقول دائماً: "نحن هنا للمساعدة لا للهيمنة، القرار بيدكم".
واستطرد قائلا، إن"الولايات المتحدة لا تتدخل في الانتخابات، وهذه قاعدة ثابتة في السياسة الأمريكية. الرئيس ترامب لا يفرض أسماء ولا يرشح بدائل، بل يترك القرار للشعب العراقي وإذا كان السوداني خيار العراقيين فليكن، وإن اختاروا غيره فذلك شأنهم، ما تريده واشنطن هو حكومة تتعامل مع المجتمع الدولي بشفافية، وتحافظ على علاقات متوازنة مع دول الخليج والدول الغربية، المشكلة ليست في الأشخاص بل في الاتجاه؛ هل العراق يريد أن يكون دولة منفتحة على العالم أم رهينة مجموعات مسلحة تمثل أجندات إيرانية؟ هذا ما سيحسم الموقف الأمريكي من أي حكومة مقبلة".
وعن الانسحاب الأمريكي من العراق، أوضح، ان"واشنطن لا تحبذ بقاء جيوشها في الخارج، لكنها تدرك أن وجودها في بعض الدول يصنع استقرارا استراتيجيا. انظر إلى اليابان وكوريا الجنوبية، الوجود الأمريكي هناك كان حجر الأساس في نهضتهما الاقتصادية والصناعية والعراق يمكن أن يسير في المسار نفسه لو أراد. القاعدة العسكرية الأمريكية ليست احتلالا، بل ضمانا لاستقرار أمني واقتصادي يجذب الاستثمار ويمنع الفوضى وفي النهاية القرار للعراقيين: هل يريدون بيئة مستقرة تجذب الشركات العالمية، أم يريدون صراع السلاح والانقسامات الداخلية؟".
وعن الانتخابات المقبلة وغياب التيار الصدري، أكد، أن"بالنسبة للأمريكيين، المهم هو احترام إرادة الشعب وإجراء انتخابات دورية شفافة. التيار الصدري أو غيره، كلهم جزء من العملية السياسية، لكن لا أحد أكبر من العراق نفسه، واشنطن تنظر إلى التجديد السياسي كضرورة، وتعتبر أن دخول وجوه جديدة إلى البرلمان ظاهرة صحية تمنع الجمود. التجربة الأمريكية تُظهر أن تداول الأدوار وضخ دماء جديدة في المؤسسات هو الطريق للإصلاح. العراق يحتاج إلى نخب تفكر بالمستقبل لا بالماضي، وتؤمن بالدولة لا بالطائفة وأعتقد أن النفوذ الأمريكي سيزداد مع الوقت؛ لأن إيران فقدت قدرتها على المناورة. النظام الإيراني اليوم أضعف مما كان عليه منذ عقود، أما في العراق، فكلما تراجع النفوذ الإيراني ازداد الأمل ببناء دولة مستقلة قادرة على النهوض. العراق يمتلك ثروات ضخمة وشعباً متعلماً وموقعاً استراتيجياً، وإذا أحسن استثمار هذه المقومات فسيكون نموذجاً للمنطقة كلها".

