في عام 2025، طالت آثار تغير المناخ جميع أنحاء العالم، وبفضل جهود العلماء، أصبح من السهل أكثر من أي وقت مضى فهم كيفية تأثر الظواهر الجوية المحددة بتغير المناخ.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، عانت سوريا والعراق وإيران من ظروف جفاف حادة، وقد بلغ نقص المياه حداً خطيراً، لدرجة أن المسؤولين الإيرانيين اقترحوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 نقل العاصمة طهران، التي يبلغ عدد سكانها في منطقة العاصمة حوالي 15 مليون نسمة.
وبحسب تقرير صادر عن مشروع "إسناد الطقس العالمي"، فقد تفاقم الجفاف في المنطقة بشكل كبير نتيجة لتأثير تغير المناخ على درجات الحرارة وهطول الأمطار، ووجد الباحثون أنه لولا تغير المناخ، لما كانت ظروف الجفاف موجودة أصلاً.
وأدى تغير المناخ إلى زيادة حدة ظروف حرائق لوس أنجلوس واحتمالية اندلاعها في أوائل يناير/كانون الثاني.
وأفاد تقرير صادر عن منظمة "وورلد ويذر أتيسيفري" بأن تغير المناخ زاد من خطر اندلاع حرائق هائلة.
وخلص التقرير إلى القول، إن "لدينا ثقة كبيرة بأن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري، والذي يعزى بالدرجة الأولى إلى حرق الوقود الأحفوري، قد زاد من احتمالية اندلاع حرائق لوس أنجلوس المدمرة".
حرائق كوريا الجنوبية
وزاد تغير المناخ من احتمالية وشدة حرائق الغابات في كوريا الجنوبية في شهر مارس/آذار.
وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، في أواخر مارس/آذار 2025، اجتاحت حرائق الغابات الأكثر فتكاً في تاريخ كوريا الجنوبية جبالاً تعاني من الجفاف في جنوب شرق البلاد.
ووجد تحليل "إسناد الطقس العالمي" أن ظروف الحرائق (ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض معدلات الرطوبة، وارتفاع سرعة الرياح) خلال الفترة التي اندلعت فيها الحرائق كانت أكثر شدة بنسبة 15%، وضعف احتمالية حدوثها بسبب تغير المناخ.
موجة حر تضرب انجلترا
وتسبب تغير المناخ في زيادة حدة موجة الحر التي ضربت إنجلترا في يونيو/حزيران، حيث عاني سكان جنوب شرق المملكة المتحدة من موجة حر شديدة غير معتادة مع بداية فصل الصيف.
وأفاد موقع "وورلد ويزر أترابشن"، بأن تغير المناخ جعل موجة الحر التي ضربت إنجلترا في يونيو/حزيران 2025 أشد حرارة بما يتراوح بين درجتين و4 درجات مئوية مما كانت ستكون عليه في عالم بدون تغير المناخ.
فيضان تكساس
وأدى تغير المناخ إلى زيادة احتمالية وقوع كوارث مثل فيضان تكساس، إذ تسببت عواصف بطيئة الحركة بدأت في الساعات الأولى من يوم 4 يوليو/تموز 2025 في هطول أمطار غزيرة بلغت 20 بوصة على منطقة تكساس هيل كانتري، وأدت مياه الأمطار إلى فيضان الأنهار وفيضانات مفاجئة أودت بحياة 138 شخصاً على الأقل.
ونشر مركز المناخ تحليلاً، خلص فيه إلى أن تغير المناخ بسبب أن المنطقة كانت تعاني من ظروف جفاف شديدة قبل العاصفة، مشيراً إلى أن هطول الأمطار الغزيرة على تربة جافة متماسكة لا تمتص الماء بسهولة، يمكن أن يتسبب في حدوث فيضانات مفاجئة.
إعصار ميليسا
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025، اشتدّ إعصار ميليسا بسرعة، مسجلاً رقماً قياسياً كأقوى إعصار في المحيط الأطلسي، حيث ضرب الإعصار، المصنف من الفئة الخامسة، جامايكا ثم كوبا، كما تسبب في هطول أمطار غزيرة على هايتي وجمهورية الدومينيكان، وبلغ عدد الضحايا 90 شخصاً على الأقل.
وأظهر تحليل سريع أجرته مؤسسة "كلايمت سنترال"، أن العاصفة اشتدت بفعل مياه دافئة بشكل استثنائي، زادت احتمالية حدوثها بما يصل إلى 700 ضعف نتيجة لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.
وقدّر الباحثون أن تغير المناخ زاد من سرعة الرياح القصوى لإعصار ميليسا بنحو 10 أميال في الساعة، ورفع من حجم الأضرار المحتملة بنسبة تصل إلى 50%.
فيضانات وحرائق وجفاف.. تغير المناخ يعيد تشكيل العالم في 2025

