بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، بزيادة الضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، فيما أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، لرؤساء السلطات، عن شكوكه بشأن ما سيحدث لاحقا.
وقال زامير: "آمل أن يتم إيجاد من يسيطر على قطاع غزة في اليوم التالي، ولكن إن لم يحدث ذلك، فسنتولى الأمر بأنفسنا".
وفي ظل هذا المشهد الضبابي، تساءلت "القناة 12" العبرية في تقرير نشرته: "أين وصلت الأمور عمليا؟".
الخط الأصفر
ووفق القناة العبرية، زعم زامير أن "الخط الأصفر" هو في الواقع خط الدفاع الأمامي الجديد لدولة إسرائيل داخل قطاع غزة.
وقالت إن هذا مقبول من الحكومة الإسرائيلية، والمجلس الوزاري السياسي والأمني، ويبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقبل ذلك.
ويُصوّر رئيس الأركان الخط الأصفر كمثال يُحاكي جدار برلين، الذي قسمته القوى العظمى الأربع.
وجاءت تصريحات زامير بعد تصريحات لرئيس حماس في الخارج، خالد مشعل، الذي قال فيها إن الحركة ستُسلم سلاحها بالفعل، لكنها في الواقع ستسلمه فقط لرئيس الدولة الفلسطينية التي ستُقام وفقًا لخطته في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق القناة 12.
وبحسب مشعل، هذه هي الشروط التي وافقت عليها حركة حماس، وحتى ذلك الحين، لم يكن هناك جدوى من الحديث عن نزع سلاح حماس، وفق تقدير القناة العبرية.
وقالت إن نزع سلاح حماس إحدى أهم الخطوات قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق من وجهة نظر إسرائيل.
مثلث الخلاف
وقالت "القناة 12" إنه يجب أن يتوقف النزاع المستمر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير بشأن التعيينات في الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مسؤولية وقف هذا النزاع تقع على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي ضوء تصريحات نتنياهو الأخيرة، الذي يزعم أن الوقت قد حان للانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، برز رئيس الأركان إلى يمين نتنياهو وكاتس بتصريحاته بشأن الخط الأصفر.
وتأتي "ضغوط" نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية في ظل رغبة الرئيس الأمريكي في المضي قدما بخطته.
ووفق القناة العبرية، عرض زامير احتياجات إسرائيل الأمنية قبل التقدم في الاتفاق، ووضع رئيس الوزراء في مأزق مع الرئيس ترامب، في مواجهة الحاجة إلى الحفاظ على الأمن الدبلوماسي.
وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب لاستكمال المرحلة الثانية من خطته نهاية العام الجاري، تُسمع تصريحات من حماس بتفسيرات متباينة للاتفاق المذكور، على حد تعبير القناة.
وقالت إما أن تنزع حماس سلاحها عبر القوة الدولية التي يُشكك في تشكيلها في النهاية، أو أن إسرائيل ستُفككها بالقوة.
ولفتت إلى أن هذه الكلمات كُتبت في الاتفاق الذي وقعه جميع الأطراف، مشيرة إلى أن تلميحات حماس قد تُهدد استمراره.
وشددت على أنه إلى حين تشكيل القوة الدولية، لا توجد قوة قادرة على إجبار إسرائيل والجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الخط الأصفر، على الأقل إلى حين تحقيق الأهداف وتأمين المنطقة العازلة في قطاع غزة.
من ناحية أخرى، لا توجد قوة قادرة على إجبار حماس على نزع سلاحها طواعيةً، والقوة الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك، على ما يبدو، هي الجيش الإسرائيلي، وفق تقدير القناة العبرية.

