يسعى الحزب الديمقراطي الأميركي لتوحيد رسالته قبل انتخابات التجديد النصفي. ومع ذلك، لا يزال إرث الرئيس السابق جو بايدن يؤثر على النقاش الداخلي.
أقر النائب رو خانا من كاليفورنيا بأنه "أخطأ" في دعم ترشح بايدن، بينما صرح السيناتور كريس مورفي من كونيتيكت بأن الرئيس السابق "عانى بلا شك من تراجع إدراكي" خلال فترة رئاسته. وأكد وزير النقل السابق بيت بوتيجيج مؤخراً أن بايدن "ما كان ينبغي أن يترشح أساساً"، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
تعزز الجدل بتصريحات نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، التي حلت محل بايدن كمرشحة ديمقراطية. وكتبت الأخيرة في مقتطف من كتابها المرتقب نشره في مجلة "ذا أتلانتيك": "كنا نردد دائماً أنه كان قراره هو وزوجته جيل، كما لو كنا منومين مغناطيسياً. بالنظر إلى الوراء، أعتقد أنه كان تهوراً".
يُعد هذا الاعتراف العلني من شخصية بارزة مثل هاريس تحولاً لافتاً في خطاب الديمقراطيين تجاه بايدن.
يثير الجدل المستمر، بعد ثمانية أشهر من مغادرة بايدن البيت الأبيض، قلقاً داخل الحزب الذي يسعى للتركيز على ملفات أساسية كالرعاية الصحية والضرائب والضغوط الاقتصادية.
وتجعل طموحات شخصيات ديمقراطية بارزة في سباق 2028 هؤلاء عرضة لأسئلة متكررة حول أسباب دعمهم لترشح بايدن وعدم اتخاذ خطوات لمنع ذلك.
وصرح تومي فيتور، المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، بأن "الغالبية العظمى من الديمقراطيين المنتخبين يركزون على المضي قدماً، ولا مصلحة لهم في إعادة فتح هذا الملف"، لكنه أشار إلى أن الصراحة ستكون عنصراً حاسماً في بناء الثقة مع الناخبين خلال الانتخابات التمهيدية لعام 2028، وفقاً للتقرير.
صرح بوتيجيج، الذي يُتوقع أن يخوض المنافسة الرئاسية المقبلة، في مايو (أيار) بأن الديمقراطيين "ربما كانوا في وضع أفضل لو لم يترشح بايدن"، وفقاً للتقرير. وأكد مجدداً بشكل أكثر وضوحاً في مقابلة حديثة مع قناة MSNBC: "لو اتخذ هذا القرار مبكراً لكان وضعنا أفضل. لكنه كان قراره وحده".
في المقابل، يواجه الديمقراطيون تحدياً مضاعفاً في ظل ولاية دونالد ترامب الثانية، حيث يتحرك الرئيس الجمهوري بسرعة لفرض أجندته، حيث أقال عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، وعيّن موالين له في مفاصل الدولة، ووسع التخفيضات الضريبية لصالح الأثرياء، وخفض نحو تريليون دولار من تمويل برنامج رعاية صحية. كما نفذ حملات ترحيل جماعية، وقطع التمويل عن مؤسسات ليبرالية، وأرسل قوات فيدرالية إلى مدن يديرها الديمقراطيون.
وضعت هذه التحركات الديمقراطيين في موقف صعب، وسط غياب قيادة موحدة أو شخصية جامعة للحزب. ويرى مات بينيت، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في مركز "ثيرد واي"، أن الديمقراطيين لن يجدوا بوصلة واضحة إلا بعد أن يفرز السباق التمهيدي المقبل مرشحاً قادراً على لمّ الصفوف ومواجهة نفوذ ترامب المتصاعد.
شبح ترشيح بايدن يلاحق الديمقراطيين استعداداً لانتخابات التجديد النصفي

