اكد وزير النفط حيان عبد الغني، خلال مشاركته في مؤتمر مجلس الاعمال العراقي البريطاني (IBBC) في لندن، اليوم الاربعاء، ان العراق حقق تقدمًا ملحوظًا في مجالات استثمار الطاقة والثروات الطبيعية، وأوقف استيراد زيت الغاز والنفط الأبيض وقلل من استيراد البنزين إلى الحد الأدنى، فيما اشار الى ايقاف استيراد المنتجات البيضاء نهاية العام الحالي.
وقال عبد الغني، بحسب بيان للوزارة تلقته “الرشيد”، ان “العراق شهد خلال الاعوام الاخيرة تقدم ملحوظا عبر برامج اصلاحية تبنتها الحكومة برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، هدفها ارساء اسس تنمية مستدامة وتعظيم القيمة المضافة من الموارد الطبيعية وتنمية الشراكات والاستثمارات، مشيرا الى دعم بيئة الاعمال عبر التعليمات الجديدة التي اطلقتها الحكومة للشراكة مع القطاع الخاص”.
واضاف، ان “الوزارة حققت خطوات نوعية في زيادة استثمار الغاز المصاحب وتقليل نسب حرقه اذ ارتفعت نسبة الاستثمار الى اكثر من 70% خلال فترة وجيزة ، “حيث كانت النسب مع استلام الحكومة الحالية 53% ” ،عبر مشاريع بارزة مثل “غاز البصرة وارطاوي وغاز الحلفاية والناصرية وحقل الفيحاء وغيرها” ، مشيرا ان الوزارة تعمل على اطلاق مشاريع استثمار الغاز في حقلي عكاس والمنصورية، لتحقيق انتاج واستثمار للغاز بطاقة تزيد عن 1000 مقمق ، موضحا ان ذلك يأتي ضمن برامج تتيح مراحل معجلة ،والتي توفر فرص مهمة لشراكات دولية لاسيما في مشاريع المعالجة والنقل وتوليد الطاقة الكهربائية من الغاز ، مضيفا ان الوزارة حققت تقدما في مجال تطوير الحقول النفطية ايضا”.
واوضح عبد الغني، انه “في هذا السياق، تبرز مشاريع تقليل انبعاثات الكربون والميثان ، كفرص واعدة للشراكة مع القطاع الخاص، عبر نشر تقنيات الرصد والتقليل او تطوير البنى التحتية في ظل التزام العراق بمواثيق المناخ ، وقد بادر العراق وبضوء تعدد مشاريع استثمار الغاز الى تشكيل شركة خاصة بسندات الكربون”.
واشار، الى “تنفيذ مشروع متكامل مع شركة “توتال انرجيز” الفرنسية الذي يتضمن ، انتاج النفط من حقل ارطاوي بطاقة 210 الف برميل يوميا ، واستثمار الغاز بطاقة 600 مقمق اضافة الى مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية ، وهو المشروع الاول الذي سيبدأ الانتاج فيه مع نهاية السنة الحالية بطاقة 250 ميكاواط ، فضلا عن مشروع انتاج ماء الحقن بطاقة 5 مليون برميل يوميا بالاعتماد على ماء البحر ، ويعد المشروع الاول من نوعه في المنطقة بمكوناته المترابطة”.
ونوه وزير النفط، الى “التطور في قطاع التصفية وزيادة معدلات الانتاج من المشتقات النفطية بطاقة انتاجية اضافية بلغت 360 الف برميل باليوم ، وعبر هذه الزيادة فان العراق اوقف استيراد مادتي زيت الغاز والنفط الابيض ، وقلل من استيراد البنزين الى الحد الادنى ، ومع نهاية هذا العام سيتوقف استيراد المنتجات البيضاء ، وسيتحول العراق الى بلد مكتفي ذاتيا ، ويصدر الفائض من منتجاته الى الخارج ، ويأتي هذا الاكتفاء من خلال تشغيل مصفى كربلاء ، والوحدة الرابعة في مصافي الجنوب في البصرة، بالاضافة الى مشاريع زيادة الانتاج في شركة مصافي الشمال”.
وفي مجال الطاقة الكهربائية، ذكر الوزير، ان “العراق يعمل على استغلال الغاز المنتج في انشاء محطات التوليد في مواقع انتاجية رئيسة مع ربط مباشر بالشبكة الوطنية ، فضلا عن توقيع اتفاقات تبادل كهربائي مع الاردن وتركيا ودول الخليج العربي ضمن رؤية اشمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء منظومة متكاملة للطاقة ، بالاضافة الى موضوع امن الطاقة”.
ولفت، الى “مشروع طريق التنمية الذي يمثل احد المشاريع الاستراتيجية في المنطقة، والذي يربط جنوب العراق بتركيا واوربا ، منوها الى ان وزارة النفط لديها مشروع مد انبوب موازي للطريق بقطر 56 عقدة وباشرت الوزارة بالمرحلة الاولى (بصرة – حديثة ) ، ويضم مشروع مد الانبوب انشاء مستودعات ومضخات مكملة للانبوب”.
وختم الوزير كلمته قائلًا: ان “العراق ينفتح اليوم على العالم بنهج قائم على الشراكة ويتطلع الى مساهمات نوعية من الشركات البريطانية الرصينة في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة، مشيرا الى توقيع العراق عقد مع شركة برتش بتروليوم لتطوير حقول كركوك الاربعة” .

