في فصل الصيف، غالبا ما تكثر الأسئلة المتعلقة بتساقط الشعر، وهو من بين الأمور الأكثر بحثا على غوغل والإنترنت عموما، بحسب دراسة نشرت حديثا.
وتأتي هذه التساؤلات، أو تزداد خلال فصل الصيف، حيث يلاحظ كثيرون أن معدل تساقط الشعر يزداد في هذا الفصل، وفقا لموقع ميل أونلاين على الإنترنت.
غير أن الاختصاصي في علاج تساقط الشعر، مايكل موسلي يدعو إلى عدم الشعور بالمرارة أو بالأسى بل ويقول إنه “لا داعي للذعر” أو الخوف من إمكانية الإصابة بـ”الصلع”.
ويبين موسلي أن كيف يعمل الشعر، مشيرا إلى أن الشعرة الواحدة تنمو لمدة تتراوح بين 3 و5 سنوات، ثم تسقط وتدخل بصيلة الشعر مرحلة سبات لمدة 3 أشهر قبل بدء الدورة مرة أخرى.
على الرغم من أن السبب غير واضح تماما، فأن هناك عددا أكبر من بصيلات الشعر تظل في حالة سبات، لفترة أطول في فصل الصيف تحديدا، وفقا للباحثين.
وخلال فصلي الشتاء والربيع، تتسارع دورة النمو مرة أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات أن الإنسان قد يفقد ما يصل إلى ضعف عدد الشعر في الصيف مقارنة بأشهر البرد.
ومن هنا فإن ما يسقط من الشعر أكثر مما ينمو، وهذا على ما يجعل الشعر يبدو أخف.
ووفقا لموسلي، فالغريب في الأمر أن سرعة نمو الشعر تزداد في الصيف وتتباطأ في الشتاء، لذلك فإنه على الرغم من أن قلة عدد الشعر، فإنه ينمو بشكل أسرع في الصيف. ووفقا للخبراء، فإن من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فقدان الشعر بشكل مؤقت “سوء التغذية”، ولذلك فإنهم ينصحون باتباع نظام غذائي سليم، وإذا يتم التعامل مع هذا النظام بعناية فإن نمو الشعر الجديد يمكن أن يتباطأ.
بالإضافة إلى تأثير سوء التغذية على نمو الشعر، هناك الأمراض المزمنة، والعمليات الجراحية الكبرى، وبعض الأدوية، والضغط.
على أي حال، فإن تساقط الشعر أمر شائع بشكل كبير، وفي كثير من الأحيان، ليست هذه إشارة على أن المرء على وشك أن يصبح أصلع.
ولكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الشعر عند كثيرا الناس يبدأ في التراجع قليلا مع التقدم في السن، وبخلاف ما يكون عليه الأمر عندما يكون الإنسان صغيرا، حيث يكون ينمو الشعر الجديد بنفس معدل فقدانه.
غير أنه مع التقدم في العمر، يزداد تساقط الشعر، وتطول حالة السبات لبصيلات الشعر ويصبح ينمو شعرا أقل.
يشار إلى أنه على الرغم من أن الإصابة بالصلع أكثر شيوعا عند الرجال، فإن 40 في المئة من النساء معرضات لتساقط الشعر، خصوصا بعد سن الأربعين.
ويعتقد كثير من الناس أن فقدان الشعر ينتقل عبر الجينات والوراثة، غير أن هذا الأمر ليس العامل الأساسي في الصلع، فكما ذكر أعلاه، يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة والصحة العامة دورا كبيرا في بروز أو اضمحلال العامل الجيني.
من الناحية النظرية، يمكن أن تؤدي العوامل التي تسبب تساقط الشعر المؤقت، مثل النظام الغذائي والإجهاد والدواء، إلى تحفيز جينات الصلع التي تؤدي إلى حدوث مشكلة دائمة.
وعلى الرغم من أن دراسة حديثة وجدت أن الرجال الصلع غالبا ما يكونون أكثر ثقة وجاذبية من قبل أشخاص آخرين، يبدو أن هناك أشخاصا لا يتقبلون هذا المصير، بدلا من ذلك، يسارعون إلى شعر مستعار، أو إذا كان لديهم المال الكافي، فإنهم يختارون إجراء عملية زرع شعر.
وبالتأكيد فإن الأدوية قد تساعد في حل مشكلة تساقط الشعر، لكنها ليست علاجا له، لكن يوجد نوعان فقط من الأدوية التي تم اختبارها بشكل صحيح، وتبين أنها آمنة وفعالة على حد سواء.
الدواء الأول هو المينوكسيديل، المعروف أيضا باسم “ريغيني”، وهو سائل أو رغوة يتم فركه على فروة الرأس، وتم تطويره في الأصل لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن سرعان ما بدأ المرضى بالإبلاغ عن نمو غير متوقع للشعر.
وأظهرت الدلائل أن حوالي 40 في المئة من الرجال والنساء، على السواء، شهدوا نموا كبيرا للشعر خلال أول 6 شهور من استخدامه.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من له بعض الآثار الجانبية، ومن بينها أنه علاج باهظة الثمن، حيث تبلغ حوالي 30 جنيها إسترلينيا لمدة شهر واحد، ويجب استخدامه لأجل غير مسمى.
الدواء الآخر الذي ثبت فعاليته هو فيناسترايد، وهو علاج لا يمكن الحصول عليه إلا بوصفة طبية ويستخدم لعلاج مشكلان البروستات، ولكنه يمكن أن يوقف تساقط الشعر.
ومثل الدواء السابق، يبطئ فيناسترايد تساقط الشعر عند حوالي 40 في المئة من الرجال، لكن من آثاره الجانبية أن بعض مستخدمي هذا العقار أبلغوا عن الإصابة بالاكتئاب وضعف الانتصاب.
وأخيرا، هناك أدوية جديدة في طور الإعداد، بما في ذلك علاج الخلايا الجذعية التي يمكن أن توقظ البصيلات النائمة من سباتها، غير أن هذا الطريق مازال بعيدا.