الرئيس صالح في ذكرى عاشوراء: علينا استلهام الدروس من وقفة الامام الحسين (ع) طريقاً للإصلاح
بيان رسمي….
وجه رئيس الجمهورية برهم صالح، كلمة عزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع) في يوم عاشوراء، حيث قال فيها إن مصاب الإمام الحسين هو مصاب الأمة، ووقفته مناسبة عظيمة حتى أصبحت فرقاناً بين الحق والباطل، وأضحت مثالاً وقدوةً لأبناء شعبنا باختلاف مكوناتهم، داعياً الى استلهام الدروس من اجل تطبيقِ الإصلاح الحقيقي نحو دولة مقتدرة خادمة لمواطنيها.
وقال الرئيس برهم صالح إن البلد يمر بمرحلة فاصلة ولحظة وطنية فارقة واستحقاقاتٍ ملحّة لا تخلو من تحديات جسيمة، في مقدمها إنهاءِ الفساد، وترسيخِ مرجعيةِ الدولة المقتدرة بسيادةٍ كاملة وتكون عامل سلام في المنطقة.
وشدد الرئيس صالحعلى أن ذلك لن يتحقق من دونِ الاحتكام إلى الشعب وإنفاذ إرادته الحرة، عبر الانتخابات المقبلة التي لا تخلو من تحديات ويجب ان نتفهم المخاوف القائمة حولها ونتعامل معها بجدية عبر حوار وطني لتطمين العراقيين ومعالجة مكامن الخلل في العملية الانتخابية وغلق ثغراتها، لتحقيق الهدف المرجو من الانتخابات في ان تكون المسار السلمي الصحيح للتغير والإصلاح والخروج من أزمات البلد المتراكمة نحو حكم رشيد يصون حقوق المواطنين.
وأضاف ان لا خيار أمامنا إلا الاحتكام الى صوت الشعب.. وارادته الحرة بعيداً عن كل قيمومةٍ أو تدخل أو تلاعب، مشدداً على ان الشعب هو مصدر السلطات وأساس الحكم، وخياراته يجب أن تكون الحاكمة وفوق أي اعتبار.
وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يستعيد أبناءُ شعبِنا في شهر محرمٍ الحرام من كُلِّ عامٍ ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، ومَن كان معه من آلِ بيتِه وصحبِه (رضوانُ اللهِ عليهم) في واقعةِ الطف الخالدة بكربلاء..
إن مصابَ الإمام الحسين هو مصاب الأمة، وأنني أعزي شعبنا العراقي وهو يجدد الولاءَ العميق لريحانةِ رسول الله أمَلاً أن نكونَ جميعاً من السائرين على نهجِه.
لقد تخطّت ملحمةُ عاشوراء بمآثرِها حدودَ الزمانِ والمكان، حتى أضحت وقفةُ الإمامِ الحسين عليه السلام في كربلاء مناسبةً حيّةً بيننا بما نستلهمُه منها، من عِبرةٍ وموعظةٍ حَسَنةٍ، حيثُ أصبحَ موقفُه فُرقاناً بين الحقّ والباطل، وبين المساومةِ والثبات.
كان الإمامُ ملهماً في شجاعتِه ومبدئيتِهِ، وكانت تضحيتُه نبراساً مضيئاً ومتجدداً على درب الحرية.
وهكذا صارت ثورةُ الحسين مثالاً وقدوةً لأبناء شعبنا باختلاف مكوناتهم.
علينا أن نستلهمَ من عبقِ هذه الذكرى الخالدة طريقاً لتطبيقِ الإصلاح الحقيقي نحو دولةٍ مقتدرة خادمة لمواطنيها.. تليق بشعبِ العراق وتاريخِه. وأن نستنهض الهِمم في تحقيق ذلك عبر الإرادة والقرار والعمل… فبلدنا يحتاج لإصلاحٍ شامل.
نستذكرُ ذكرى شهداءِ الطف هذا العام، وبلدنا يُمرّ بمرحلةٍ فاصلة ولحظةٍ وطنيةٍ فارقة.. واستحقاقاتٍ ملحّة لا تخلو من تحديات جسيمة… إنهاءِ الفساد وتأمينِ الحياةِ الحرة الكريمة، وترسيخِ مرجعيةِ الدولة المقتدرة بسيادةٍ كاملة تكونُ مبعثَ اعتزازِ العراقيين، وعاملَ سلامٍ وتعاونٍ وإخاءٍ مع الجميع، من أشقائِنا وأصدقائِنا في المنطقةِ والعالم.
يقينا لن يتحققَ ذلك من دونِ الاحتكامِ إلى الشعب وإنفاذِ إرادتِه الحرة، عبر الانتخابات المقبلة… لا نستخف بحجم التحديات التي تكتنف هذه الانتخابات ونتفهمُ المخاوف القائمةِ حولها، ويجب أن نتعامل مع هذه المخاوف بجدية.. وهذا يتطلب حرصاً وحواراً وطنياً مخلصاً لتطمين العراقيين ومعالجة مكامن الخلل في العملية الانتخابية وغلق الثغرات وتهيئة أجواء تسودها الثقة، تحقيقاً لما هو مأمول في أن تكون الانتخابات المسار السلمي الصحيح للتغيير والإصلاح والخروج من أزمات البلد المتراكمة نحو حكم رشيد يصون حقوق المواطنين ويلبي طموحاتهم.
إذ لا خيار أمامنا إلا الاحتكام الى صوت الشعب.. وهو وعدٌ قطعناه على أنفسنا، وواجبنا الانتصار لأرادته الحرة بعيداً عن كل قيمومةٍ أو تدخل أو تلاعب، فالشعبُ مصدرُ السلطات وأساسُ الحكم، وخياراتُه يجب أن تكونَ الحاكمة وفوقَ أي اعتبار.
يستحق العراقيون الافضل في بلدٍ أنعم اللهُ عليهم فيه بالخيراتِ وبتنوعٍ مجتمعي يجب أن نجعلَه عاملَ قوةٍ وتماسك وننتصرُ به للتعايشِ تحت سقفِ الوطن من أجل المستقبلِ الواعد لهم ولأبنائِهم، وبتعاون الخيرين والمخلصين سنتمكنُ من ذلك، إن شاء الله.
السلامُ على الحسين، وعلى أنصارِ الحسين في كل زمان ومكان وعلى من ضحى وسارَ على دربِ الحسين، دربِ الصلاح والإصلاحِ والحرية والكرامة والخيرِ والمحبة ما بين البشر.
السلامُ على أرض الرافدين.
السلام على أرض المقدسات..
والسلام على العراقيين.. ورحمة الله وبركاته.