احتفت مهرجانات الأرز الدولية في أعالي جبال لبنان الشاهقة ليل السبت بخمسة مواقع لبنانية مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وذلك خلال حفل أحيته المطربة اللبنانية ماجدة الرومي.
وفي أوبريت من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان جوزيف خليفة تغنت ابنة كفرشيما بالمواقع التراثية الخمسة وهي وادي قاديشا وغابة أرز الرب وصور وجبيل وعنجر وبعلبك.
ورافقتها في الحفل فرقة موسيقية كبيرة بقيادة المايسترو الشاب لبنان بعلبكي.
وعلى خلفية عرض ثلاثي الأبعاد على شاشة عملاقة خلف المسرح استحضر الأوبريت تاريخ هذه المواقع بعرض بصري جذب أعين الجمهور ووجدانهم.
وإلى جانب الأوبريت الحالم تغنت ماجدة الرومي بأغنية (وطني الحب) التي جاءت باللغتين العربية والفرنسية إضافة إلى أغاني (عم يسألوني عليك الناس) و(غني للحب) و(اسمع قلبي).
ولوالدها الفنان الراحل حليم الرومي غنت (لا تغضبي) كما شاركت جمهورها بأغنيات قديمة بينها (خدني حبيبي) و(ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي) و(انت وأنا يا ريت فينا نطير) و(كلمات).
وعندما بدأت أغنية (يا بيروت) للشاعر السوري نزار قباني تعالى التصفيق وقوفا بين الحضور لأغنية تذكر اللبنانيين بالحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وشهد الحفل حضورا كبيرا من شخصيات فنية وسياسية واجتماعية من بينها بطريرك الموارنة وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع زوج رئيسة مهرجانات الأرز الدولية النائبة ستريدا جعجع.
وفي كلمتها بافتتاح الحفل أشارت السيدة جعجع إلى أن لجنة مهرجانات الأرز الدولية أرادت هذه السنة أن تحمل رسالة مزدوجة عبر تكريم خمسة مواقع لبنانية على لائحة التراث العالمي باسم العالم أجمع.
وقالت ”هكذا يرسم لبنان على مساحة أرضه، من الجنوب إلى الشمال ومن شرقه إلى ساحله، أيقونة تاريخ حضارات المنطقة، ليفتح قلبه وذراعيه وأبوابه للعالم متحفا للتاريخ ومختبرا للتفاعل الحضاري ومساحة للصلاة والالتقاء، فاختصره البابا القديس يوحنا بولس الثاني بجملة واحدة: لبنان أكثر من وطن … إنه رسالة“.
وفي ختام الحفل قدمت الرومي أغنية جديدة بعنوان (ميلي يا حلوة) من كلمات الشاعر جرمانوس جرمانوس وألحان شربل روحانا. وعلى وقع هذه الأغنية مع فرقة الدبكة اللبنانية اعتلى سمير جعجع المسرح ورقص مع زوجته ستريدا والفنانة ماجدة الرومي.
وقال سمير جعجع لرويترز ”المهرجان يعطي صورة مخالفة تماما للصورة التي تعطيها السياسة إلى الخارج، بمعنى أنه يظهر أن لبنان بلد الحياة فيه ماشية، بلد الناس فيها تعرف تنظم أشياء …الفن ذو مستوى عال جدا يحمل حضارة ويحمل ثقافة ويحمل كل هذه المعاني“.
وكانت المغنية شاكيرا افتتحت مهرجانات الأرز في لبنان موطن أجدادها في 13 يونيو حزيران. وكما فعلت شاكيرا، زرعت ماجدة الرومي شجرة أرز في محمية طبيعية قريبة في إطار فعاليات المهرجان.